تخبطتُ بانزعاج شديد بين أحضان فراش الدافئ و أنا أسمع رنات الجرس المتكررة معلنة عن حلول ساعة العمل (ساعة الزحف، لا رجوع، ثورة ثورة)، بعد جُهد جَهِيد و ألم شديد و حزن عتيد و حسن و فريد، استنهضتُ هِمَمِي و انسلختُ من تعبي و سقمي ثم توجهتُ نحو قلمي لكي أدون تفاصيل حلمي، حينها تذكرتُ أني لم أشرب الشاي و لا القهوة، لم آخذ لنفسي قليلا من الحلوة، وقفتُ في حيرة وسط غرفتي، أتأمل الجدران الأربعة و أترك مخيلتي تسرح بحثا عن جواب لسؤال لم أجد لطرحه تفسيرا غير أني إنسان يهوى طرح الأسئلة، سؤال لا أدري أطرحه إنسان قبلي أم لا : لماذا بُنيتْ غرفتي من أربعة جدران ؟ ألم تكن ثلاتة كافية؟ أم أن خمسة كانت تجعلها أوسع ؟ تبسَّمتُ و أنا أفرك شعري المجعد بيدي اليمنى بينما يدي الأخرى تتجه نحو الباب لتفتحه.
و خرجتُ من الغرفة !!
توجهتُ نحو الحمام لأغسل وجهي، ثم أنظف أسناني، بعدها تناولتُ وجبة الإفطار مع العائلة، في هدوء، هدوء كانت أصوات السكاكين و الملاعق تهدمه بين الحينة و الأخرى، أكواب تمتلئ و تفرغ، قطع خبز تُؤكل و تُدهس بأضراس الإخوة و الأخوات و الأصدقاء الأعزاء، علب زبدة و مربى و بعض البغرير الساخن تختفي شيئا فشيئا حتى اندثر كل شيء من على المائدة .. إلا تلك الذبابة، كان لونها أسود ككل الذباب، شكلها مثلث كباقي الذباب، لكن حجمها و لا حجم أي من الذباب، لدرجة أن أحدهم صاح قائلا : "لعفووووو على ذبانة ڭداش"، صمت الجميع في ترقب و توجهتْ الأنظار نحو تلك الذبابة العملاقة التي تجاوز طولها السبع بُوصات و خمسة عشر إنْشًا، كسر الصمتَ أحد الحضور قائلا : "غير ما تْحْركُوشْ أنا غادي نْبْزّطْها مع الطبلة بهاد الفوطة" و هو يشير بالفوطة بحركة دائرية فوق رأسه كرعاة البقر، ابتسامات حيرة و ترقب عَلَتْ وجوه الحضور بينما تابع القناص اقترابه من الذبابة العملاقة، و في حركة مفاجئة من هنا و هناك "سياحة و أسفار" و من دون سابق إنذار هوى بطلنا المخضرم على الذبابة بكل ما أوتي من قوة فَعَلَتْ هتافات الجمهور فرحا بهذا الهدف الجميل .. عذرا، خرجت عن الموضوع، فرحا بمقتل الذبابة، انتظر الجميع تلاشي الغبار الذي سببه هذا الهجوم الكاسح، الكل يطرح نفس التساؤل هل ماتت الذبابة ؟ هل أصابتها الفوطة ؟ أم أنها استطاعتْ الإفلات من هذا الكمين المحكم ؟ في هذه الحالة، هل تمكنت الذبابة من الهرب بفضل سرعتها الخارقة، ذكائها الخارق، جسمها الانسيابي و الحريري أم عيونها الكبيرة ؟ هل فعلا للذبابة عيون ؟ هذه الأسئلة و غيرها نجيب عنها في برنامج "و هل الحيوانات مثل الذباب؟" انتظرونا
ton pseudo et ton texte (que je comprend à moitié) me rappellent mes souvenirs d'école en cours de maths... c'est à dire une incompréhension totale des problèmes à résoudre...lol