Menu
Connexion Yabiladies Ramadan Radio Forum News
YOUSSOUFIA Lwigenti
m
16 décembre 2019 18:33
assalam oualiqom
تحياتي و تقديري للاخ المهدي ناقوس
ادعو الله لك بالمزيد من العطاء و التالق
Citation
belmahjoub a écrit:
د. عبدالجبار العلمي
في تكريم الأديب القاص الموثق الأستاذ المهدي ناقوس :

أضم صوتي ضما إلى ما قاله الأخ الكريم صابر رشدي في حق هذا الرجل المعطاء الكريم المجتهد الأديب القاص الموثق سيدي المهدي ناقوس الذي يقوم بمهام - كما قلت له ذات مرة - تقصر عن القيام بها مؤسسات رسمية وفرق عمل جماعي. يعمل كل ذلك الذي ذكره الصديق الذي يعرف حق الرجال وأقدارهم ، يضطلع به الصديق العزيز المهدي الذي هداه الله إلى كل خير في صمت وتواضع جم وبعد عن أضواء الشهرة الزائفة. نكرمه معنويا ،نحن أصدقاءه على الفايسبوك ، شيئ جميل . لكن أعظم تكريم جدير به هو أن تلتفت إلى أعماله الجبارة المتميزة في التوثيق ، الجهات المنوطة بها أمر الثقافة في بلادنا وتعمل على نشرها ، وأخص بالذكر هنا مجموعات الرسائل بين الأدباء من المشارقة والمغاربة ورسائل هامة بين أدباء عالميين ، وبذلك تكون قد أضافت إضافة جادة وجديدة ومفيدة إلى المكتبة العربية بل والعربية كذلك. وزارة الثقافة هي الكفيلة بإخراج هذا العمل الجاد ، ومن ومهماتها الأساسية التي تقوم بها في دعم الكتاب ونشره ودعم الكتاب الجادين العاملين بنكران ذات وتضحياتهم الخاصة من أجل خدمة الثقافة المغربية . فالمجد لك أيها العزيز سيدي المهدي ناقوس . أعانك الله على ما تضطلع به من جهود جبارة نلمسها في كل يوم ، ولاسيما في لم شتات أعمال الكتاب والأدباء في مختارات من أشكال أدبية متنوعة في أنتولوجيتك الموسوعية. وتقبل محبتي وعبارات تكريمي وإعجابي.



==================

شكرا أخي الغالي الاديب المغربي الأريب والكاتب الألمعي الدكتور عبد الجبار العلمي على لطفك ونبل أخلاقك والشكر مجزى ايضا للكاتب المصري الكبير صابر رشدي على ثنائه الجميل والشكر موفور ايضا وايضا لعشرات الاصدقاء على ما شملتموني به من رضا وعطف وفيض كرم الشيء الذي اخجلني وشل لساني عن الاعتراف بجميلكم
وما اقوم به من عمل متواضع ةتنقيب ةتمحيص وتدقيق وتحقيق في شتى حقول المعرفة والفكر الانساني اعتبره خطوة اجرائية جد متواضعة لتقريب هذه النصوص و توثيقها وفهرستها
أشد على ايديكم الكريمة واثمن جهودكم ولكم جميعا من الشاكرين
المهدي نقوس
Masbahi_mkachkati
18 décembre 2019 19:21
الله يحفظك ويكرمك اخي وصديقي الاعز السي عبدالجبار
واتمنى ان يكون عملي المتواضع هذا رائقا لكل الاذواق ومفيدا لكافة الباحثين والاساتذة وطلاب المعرفة .. وان يستفيد منه كافة ، الخلق .. وهذا الاعتراف من رجالات الفكر وحملة العلوم هو في حد ذاته تكريم عظيم لشخصي البسيط والمتواضع ويحثني على مواصلة الجهود والبحث والتحصيل والتحقيق
20 décembre 2019 00:40
وادي كشكاط باليوسفية : معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات
(2/6]
أحمد فردوس

السبت 14 ديسمبر 2019

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

جريدة " أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقينة والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.

ـ وادي كشكاط والدخول الفرنسي لمنطقة أحمر (حمير).

إذا كان وادي كشكاط قد لعب دورا أساسيا في فترة ما قبل الاستعمار، فإنه مع الدخول الفرنسي للمنطقة حظي باهتمام كبير من طرف الفرنسيين، وقد يكون من بين الأسباب الأساسية في بناء الحاضرة الفوسفاطية وباقي المرافق الفوسفاطية التابعة لها بالمكان الذي تتواجد به اليوم، وذلك بما كان يوفره من إمكانات مائية دائمة مهمة، ومع بداية ثلاثينيات القرن الماضي سيعرف مجموعة من التحولات من أبرزها:

2 ـ 1: مدينة اليوسفية ووادي كشكاط.

تشير مجموعة من الوثائق إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت في السابق تحمل اسم (كشكاط) نسبة إلى (وادي كشكاط) الذي يخترقها حاليا من الجنوب، وقد كان اسم "كشكاط" متداولا بشكل قوي في المراسلات الفرنسية والعربية بين المسؤولين المحليين بالمدينة وباديتها و المراقب المدني بمركز الشماعية آنذاك قبل سنة 1931 .

فكل الرسائل الموجهة من المسؤول المحلي عن الأمن بمنطقة الگنتور إلى المراقب المدني بمدينة الشماعية قبل سنة 1931، كانت تشير إلى "كشكاط" كمجال عمراني وتجمع سكاني، وقد ظل هذا الاسم مستعملا حتى بعدما حملت المدينة اسم الجيولوجي الفرنسي، ( لوي جانتي)، للتأكيد على أسبقية الاسم "كشكاط" كما تؤكد ذلك إحدى المراسلات الموجهة من المراقب المدني بالشماعية ( Delorme )، إلى القائد العربي بلكوش أحد أبرز قياد قبيلة أحمر خلال فترة الحماية:

« وبعد فليكن في علمك أن مدير إدارة الفوسفاط، سيكون بموضع مدينة "لوي جانتي" (كشكاط) يوم الاثنين تاريخ 21 من الجاري على الساعة الثامنة صباحا بقصد أن يخلص البلاد (المبيعة) لإدارة الفوسفاط، وعليه نحب منك أن تحضر أنت بنفسك وتخبر جميع الأناس البائعين أن يحضروا في اليوم المذكور والمحل المذكور وعلى الساعة المذكورة صباحا، والسلام في 18 دجنبر 1931 ».

وإذا كنا لا نعرف بالضبط أصل كلمة " كشكاط " Kachkat " " فمن الراجح بالنظر إلى موقع المدينة المتواجد في أدنى نقطة من السفح الشمالي لنجد الگنتور، وبالنظر للتواجد الأمازيغي بالمنطقة فإن اسم "كشكاط" له أصول أمازيغية، خاصة أن مؤلف التشوف... ابن الزيات عند حديثه عن أحد الأولياء بالمنطقة قال: «... ومنهم أبو مهدي وين ( السلامة )... من أهل " أكسطاي " و " أكسطاي " معناه التل العاري من النبات، وتلك هي حقيقة تلال نجد الگنتور فهي خالية من النباتات ومن المياه الجارية، ومن هنا فالراجح أن " كشكاط " تعني أسفل أو قعر التل حيث مجرى المياه، وهو ما جعلنا نرفض الرواية التي تشير إلى أن اسم "كشكاط" مشتق من مصطلح "الطبقات الأربع للفوسفاط" التي تم اكتشافها بمنطقة الگنتور.

وإذا كنا لا نعرف بالضبط تاريخ تأسيس مدينة اليوسفية الحالية، فإن ما عرفته من تحول على مستوى الاسم الذي كان في البداية ( كشكاط، Kachkat ) ، ثم تحول إلى ( لوي جانتي، Louis Gentil ) وأخيرا ( اليوسفية، Youssoufia)، يوحي بتواجدها قبل اكتشاف الفوسفاط بنجد الگنتور، إذ كانت تشكل إحدى "النزالات" بنجد الگنتور على طول الطريق ما بين الجديدة ومراكش.

كنا لا نتوفر على أية معلومات حول (كشكاط) المدينة الأصل، فإن ما أسعفتنا به مجموعة من المونوغرافيات الفرنسية من معلومات، تفيد بأن تطور هذه المدينة ارتبط باكتشاف معدن الفوسفاط في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي، على يد الجيولوجي الفرنسي (لوي جانتي) الذي ستحمل المدينة اسمه من سنة 1931 إلى نهاية الفترة الاستعمارية.

لكن هذا التطور كان صعبا وبطيئا كما هو عليه الحال اليوم، مع فارق هو أن تطور مدينة ( لوي جانتي) في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حالت دونه عوامل موضوعية، تجد تفسيرها في عاملين أساسيين هما:

1 ـ الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية في جميع الميادين، مست دول العالم الرأسمالي والدول المرتبطة بها، بما فيها المغرب الذي عرف الإنتاج فيه في جميع الميادين تراجعا كبيرا.

2 ـ الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ): تميزت بانهزام فرنسا واحتلالها من طرف ألمانيا.

هذان العاملان، إذا ما أضفنا لهما عامل ضعف التقنيات، والوسائل التي كانت مستعملة آنذاك في استخراج معدن الفوسفاط وتنشيفه، نفهم مدى محدودية استخراج معدن الفوسفاط، كما نفهم مدى محدودية تطور المجال العمراني للمدينة، وضعف ساكنتها.
20 décembre 2019 00:45
وادي كشكاط باليوسفية: معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات (3/6)
أحمد فردوس

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

جريدة " أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقينة والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.


2 ـ 2 : تهيئة المدينة ووادي كشكاط.

لقد تم الشروع في تهيئة مجال المدينة ابتداء من سنة 1931، وهي الفترة التي شرع فيها المكتب الشريف للفوسفاط في شراء الأراضي من السكان المحليين، كما تؤكد ذلك الرسالتين الآتيتين:

ـ الرسالة الأولى: موجهة من المراقب المدني بالشماعية، إلى القائد العربي بلكوش.

«..وبعد يصلك طيه كتاب ... من الحسن بن محمد ... السمسار الفرنساوي، في شأن قضية له مع ورثة محمد بن علي، عن بلاد اشترتها الإدارة الفرنسية، وعليه نحب منك أن تأمره بأن يبسط قضيته لإدارة الفوسفاط أو الشرع إن أراد والسلام في 28 أكتوبر 1931 ».

ـ الرسالة الثانية: موجهة من نفس المراقب إلى نفس القائد.

« نحب منك أن تكون حاضرا يوم الاثنين المقابل تاريخ 11 من الجاري على الساعة الثامنة صباحا بمدينة " لوي جانتي" " كشكاط " لتمعن النظر معي في شأن قضية عقار هناك، والسلام في 9 يناير سنة 1932 ».

ويبدو أن أهمية مياه "وادي كشكاط" ـ خلال هذه الفترة بالذات ـ كانت حاضرة بشكل قوي في أجندة المسؤولين الفرنسيين، بالنسبة، أولا : للإنسان، ثم لعملية البناء، وتنشيف الفوسفاط، وسقي الأشجار...، ومع ذلك كان لا بد من استحضار ما يمكن أن يترتب عن "وادي كشكاط" من كوارث أثناء الفيضانات، خاصة وأن الوادي كان يخترق المدينة الفوسفاطية التي شرع الفرنسيون في تهيئتها، ومن هنا فكر الفرنسيون في حلين لتجاوز هذه المعضلة.

1 ـ الحل الأول:

فقد فكر الفرنسيون في سنة 1933 ، في إقامة "مشروع سقي" على طول امتداد " وادي كشكاط " ، لتجاوز مشكل الفيضانات والكوارث المترتبة عنها بالنسبة لساكنة المدينة من الأوربيين، فتم وضع تصميم للمشروع من طرف مكتب التصاميم التابع للمكتب الشريف للفوسفاط، وحددت مسافة امتداد المشروع من ملكية بن عطوش شرقا، إلى القرب من المقبرة الفرنسية غربا، وحددت المساحة المسقية في أكثر من 28 هكتار، إضافة إلى وضع لائحة جرد للملاك الذين سيستفيدون من مياه وادي كشكاط مع تحديد المساحة المخصصة لكل مستفيد، وحدد عدد المستفيدين حسب واضعي المشروع في 31 مستفيدا نذكر منهم:

1 ـ عند نقطة بداية المشروع: ورثة سي محمد بن علي، وورثة سي أحمد بن الطاهر.
2 ـ عند نقطة وسط المشروع: حميدة بن الجيلالي، وورثة سي العربي بن الحسن.
3 ـ عند نقطة نهاية المشروع: ورثة الحسن بن أحمد، وورثة سيدي الحاج التهامي.

ويبدو أن تنفيذ هذا المشروع كان سيؤدي إلى ظهور نشاط زراعي سقوي عصري متطور، ويساهم في تطور المنطقة، بما سيوفره من منتجات فلاحية عصرية لتلبية حاجيات المدينة ومحيطها الجغرافي، بالإضافة إلى مساهمته في الرفع من الإنتاج والزيادة في مداخيل الفلاحين.

2 ـ الحل الثاني:

هو التخلي عن مشروع السقي، والعمل على تغيير مجرى وادي كشكاط، وهو ما يستفاد من كلام أحد الفرنسيين السيد مارتان "M. Martin ":

« لبناء القرية الفوسفاطية في المكان الذي تتواجد به اليوم، كان لابد من تغيير مجرى وادي كشكاط وذلك بتشييد سد صغير».

وهكذا سيعمل الفرنسيون على بناء سد صغير الحجم بالمجرى الأول للوادي بالقرب من (حي الصهريج/المنار حاليا) والذي كان يمر من وسط المكان الذي تتواجد به القرية الفوسفاطية (حيت يتواجد مقر الكنيسة، ومنه نحو نادي المستخدمين) ثم يعبر مخرج السكة الحديدية الرمل ( التقدم / حاليا)، ليصب في المكان الذي يتواجد به اليوم حي الرمل/التقدم، وحي العرصة/السمارة، وغابة العروگ، وهذا ما يؤكده تواجد أسماء لها علاقة بالمجرى الأصلي لوادي كشكاط ( حي العرصة ، وحي الرمل).


.../...

تابع
20 décembre 2019 00:46
وعند بناء السد تم تحويل مجرى الوادي في اتجاه الجزء الجنوبي للمدينة الذي كان آنذاك فارغا من السكان، وتم حفر مجرى له بمواصفات علمية وعالية تراعي الوضعية الطبوغرافية وحدة الإنحدار، وبذلك أصبحت مياه الوادي في الفترات القوية الأمطار تتجه صوب (حي الراية/السلام حاليا) (حي الريطب) حاليا ودوار الفواشخ .

ورغم قوة انحدار الوادي والتي تنطلق من أعلى نقطة الارتفاع 408 م عند منبع الوادي، إلى أخفض نقطة ارتفاع 284 م عند المصب (حي الريطب، وغابة العروگ)، فلم يتسبب "وادي كشكاط " في كوارث طبيعية للسكان ولمجاله الجغرافي وذلك للعوامل التالية:

ـ كون مجرى النهر الذي شيده الفرنسيون بمواصفات علمية دقيقة ظل محافظا على نظافة مجراه وخاليا من النفايات والأتربة، بفعل العناية التي كان يحظى بها من طرف الجهات كانت تقدر المسؤولة.
وادي كشكاط باليوسفية: معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات (3/6)
أحمد فردوس

تابع

ـ كون ضفتي المجرى الجديد كانتا فارغتين من البنايات.

ـ ويبدو أن الثقافة التي كان متشبعا بها الإنسان المغربي آنذاك، ويعمل وفقها أثناء عمليات التشييد والبناء، هي ثقافة تجد ترجمتها في اختيار الإنسان، للموقع الذي يشيد فيه سكنه، والتصاميم التي يضعها له، وهكذا نجد على مستوى المجال الجغرافي لبلاد أحمر ومن ضمنه مدينة اليوسفية آنذاك، أن كل الدواوير مشيدة في مناطق آمنة ومرتفعة ( إما فوق تل، أو بسفح تل، أو هضبة...)، والدور والحجرات المكونة لهذه الدور تكون أبوابها في غالب الأحيان في اتجاه الشرق لكي لا تسمح بتسرب مياه الأمطار داخل الغرف، أما الواجهة الخلفية للسكن التي تكون مقابلة لجهة تساقط الأمطار (عين الشتا)، فتكون محصنة عن طريق التبليط من طرف صاحب السكن.
يلاحظ أن هاذين العاملين، كان لهما دور أساس في عدم خروج النهر عن مجراه، ووقوع فيضانات وكوارث، وذلك رغم السنوات الممطرة التي عرفها المغرب خلال فترة الحماية الفرنسية ومنذ بداية الاستقلال إلى بداية الألفية الثالثة.
20 décembre 2019 00:51
وادي كشكاط باليوسفية: معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات 6/4
أحمد فردوس

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

"أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقنية والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.

IIIـ وادي كشكاط وتوسع مدينة اليوسفية

3ـ 1: بداية توسع المدينة

إذا كانت اليد العاملة تعتبر العنصر الأساسي في أية عملية إنتاج وتعمير المدن، فإن ظروف العمل القاسية التي كانت سائدة آنذاك وضعف الأجور، دفعت بالعديد من العمال الحمريين إلى الفرار من مناجم استخراج الفوسفاط، والالتحاق بأنشطتهم الاقتصادية المفضلة (الزراعة وتربية الماشية)، أو للعمل في "ملاحة زيمة" بالشماعية، مما تسبب للمسؤولين الفرنسيين في كثير من الأزمات، ودفعهم إلى تغيير سياستهم في مجال التشغيل، وهو ما يستشف من الرسالة التي وجهها المراقب المدني إلى قائد (الزرة) آنذاك القائد العربي بلكوش: "وبعد فقد أتى إلينا السيد "لوسوان" مهندس إدارة الفوسفاط ب "لوي جانتي" وأخبرنا أن ستين من الخدم عنده هناك، قد ذهبوا وتركوا أشغالهم هناك معه، زاعمين أنهم توجهوا ليشتغلوا بحرث بلادهم، فها أنا أعلمك إننا أمهلنا الستين خداما المسطورة ثمانية أيام، فإن لم يرجعوا لخدمتهم مع المهندس المذكور، ولم تفد ستين خداما آخرين عوضا عنهم، فإن المهندس المذكور سيطلب خدامين آخرين أجنبيين عن ناحية حمير، وتلك الخدامون يبقون سرمدا معه، وإخوانك لم يجدوا خدمة أخرى، بعد فراغهم من الحرث، ونظرا للضرر الذي سيلحقهم، وها أنا أظن بأنك ستسعى حينا قرب أناس أيالتك في "لوي جانتي" وتآمر الخدامون بأن يذهبوا ويكونوا عوضا عن من تركوا خدمتهم هناك بالفوسفاط، وتتعجل بذلك قبل يوم الخميس القابل تاريخ 5 نونبر وإلا فأناس حمير يبقون ماسكين أيديهم أي بلا خدمة والسلام في 29 أكتوبر 1931".

ولم يتم تجاوز هذه الأزمة إلا عن طريق جلب اليد العاملة من خارج منطقة أحمر، مما جعل مدينة (لوي جانتي )، تعرف تنوعا بشريا ستنعكس آثاره على سلوك وثقافة المدينة (تعدد أنماط الغناء + العادات والتقاليد + اللباس + الطبخ...)

وبعد سنة 1959 ستعرف المدينة مجموعة من التحولات، ستجد ترجمتها في ما يلي:

1ـ الاسم الجديد الذي ستحمله المدينة وهو اسم (اليوسفية) تيمنا بالسلطان مولاي يوسف والد السلطان محمد الخامس، وللتذكير فقد كانت للسلطان محمد الخامس زيارتان لبلاد أحمر خلال فترة الحماية، الأولى تمت سنة 1943 استقبله خلالها القائد العربي بلكوش بمقر إقامته بالزاوية الخنوفة، والثانية تمت سنة 1952 واستقبله خلالها القائد محمد بلكوش بمقر إقامته بمدينة اليوسفية.

2ـ التوسع العمراني الذي ستعرفه المدينة الفوسفاطية (الحاضرة الفوسفاطية) والذي سيجعل منها مدينة نموذجية، بحكم ما تتوفر عليه من بنيات تحتية، ومرافق اجتماعية وترفيهية.

3ـ 2: توسع المدينة بعد منتصف السبعينيات

وفي منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، أصبحت مدينة اليوسفية بما تتوفر عليه من إمكانيات، تشكل منطقة جذب بالنسبة للمناطق المحيطة بها، وساعدها على ذلك الجفاف الذي عرفه المغرب في ثمانينيات القرن الماضي، وارتفاع ظاهرة الهجرة القروية، لكنها ستجد نفسها غير قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة من المهاجرين القرويين من مختلف المناطق المحيطة بها (دكالة ـ عبدة ـ الرحامنة...) مما سيجعل من مدينتها الفوسفاطية نشازا، داخل فضاء تنطقه أحياء عشوائية، يفتقر أغلبها إلى تصاميم معمارية، وإلى البنيات التحتية، من طرق وكهرباء وماء شروب وقنوات الصرف الصحي ومرافق اجتماعية وترفيهية...

وهكذا وفي غياب نظرة علمية لتدبير المجال الحضري، ووضع تصور مستقبلي لتطور وتوسع المدينة بشكل عصري في اتجاه مدينة بن جرير، ومدينة وسيدي بنور، ومدينة جمعة اسحيم، ظلت نظرة المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي حبيسة السفح الشمالي لمدخل نجد الگنتور، ورهينة ما يجود به المكتب الشريف للفوسفاط من أراضي لبناء مرافق اجتماعية وإدارية... هذه النظرة غير المسؤولة، هي التي ساهمت في انتشار الأحياء العشوائية وبناء الدور السكنية بالقرب من مجرى وادي كشكاط (فيلاج مسعودة، حي الستينات، الجزء الجنوبي من حي الغدير، الجزء الجنوبي من حي الراية، الجزء الشمالي من كريان بومهدي...) وهي نفس الأحياء التي تكون دائما ضحية فيضانات وادي كشكاط.


.../...

يتبع
20 décembre 2019 00:53
وادي كشكاط باليوسفية: معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات 6/4
أحمد فردوس

تابع

مع بداية الألفية الثالثة بدأ وادي كشكاط يخلق متاعب للمسؤولين عن تدبير الشأن المحلي ولسكان المنطقة، لكن ضعف الإعلام، وغياب وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك، كانا يحدان من انتشار المعلومة حول فيضانات وادي كشكاط وما يترتب عنها من خسائر بشرية ومادية تخص السكان والبنية التحتية.


IVـ فيضانات وادي كشكاط سنوات 2016، 2017، 2018

تشكل الفيضانات أحد الكوارث الطبيعية الأكثر خطورة على الإنسان والطبيعة، بما تساهم فيه من تغيير وتدمير للمجالات الجغرافية، وما يترتب عنها من خسائر بشرية ومادية تؤثر سلبا على الإنسان ومجاله الجغرافي، وعادة ما يكون حدوث هذه الفيضانات مفاجئا، خاصة في المجتمعات التي لا تتوفر على مختصين في هذا المجال وتفتقر إلى تقنيات ووسائل توقع الكوارث، كما تفتقر إلى استراتيجيات لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وفيضانات وادي كشكاط -عبر التاريخ- لا تخرج عن هذا السياق بما تسببت فيه (الماضي) وتتسبب فيه (الحاضر والمستقبل) من خسائر مادية وبشرية، وما تخلقه من هلع وسط ساكنة قرية سيدي أحمد القريبة من منبع الوادي، وساكنة مدينة اليوسفية (عاصمة الإقليم) مصبه.

وإذا كنا لا نتوفر على معطيات حول فيضانات وادي كشكاط، والخسائر التي كان يتسبب فيها لساكنة قرية سيدي أحمد، وساكنة مدينة اليوسفية في الفترات السابقة، وذلك لعدم توفر مصادر ووثائق مكتوبة حول تلك الفيضانات باستثناء روايات شفوية، ما زالت تتداول بكل أسف وحسرة بين ساكنة زاوية كشكاط، وقرية سيدي أحمد، تحيل على الفترات الفلاحية الأكثر إنتاجا بالمنطقة (سنوات الصابة)، أكثر مما تحيل على هول الفيضانات، فإن فيضانات سنوات 2016 و2017 و2018، ظلت راسخة في ذاكرة ساكنة الإقليم بصفة عامة، وساكنة كل من قرية سيدي أحمد ومدينة اليوسفية بصفة خاصة، بفعل الانتشار الكبير لوسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي ووسائط التواصل الاجتماعي... وتتبع كل المتدخلين (السلطات الجهوية، السلطات الإقليمية، والسلطات المحلية، والوقاية المدنية...) للظاهرة.

فما هي الأسباب الحقيقية لهذه الفيضانات؟ وما هي مخلفاتها البشرية والمادية؟ وأخيرا ما هي السبل المقترحة لتجاوزها؟
m
20 décembre 2019 16:23
assalam oualiqom
اعتمادا على الوثيقة المنشورة بهذا الموقع على الصفحة 109 و بتاريخ 17/10/2019 يتبين ان تزويد مركز اليوسفية في بداية نشاتها بمياه
صحية وفيرة و خضراء من منطقة مستجمعات المياه على بعد 7 كلم من مركز لويس جنتي بوادي
كاشكاط

 
Extrait Doc 9 0
Citation
belmahjoub a écrit:
وادي كشكاط باليوسفية : معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات
(2/6]
أحمد فردوس

السبت 14 ديسمبر 2019

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

جريدة " أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقينة والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.

ـ وادي كشكاط والدخول الفرنسي لمنطقة أحمر (حمير).

إذا كان وادي كشكاط قد لعب دورا أساسيا في فترة ما قبل الاستعمار، فإنه مع الدخول الفرنسي للمنطقة حظي باهتمام كبير من طرف الفرنسيين، وقد يكون من بين الأسباب الأساسية في بناء الحاضرة الفوسفاطية وباقي المرافق الفوسفاطية التابعة لها بالمكان الذي تتواجد به اليوم، وذلك بما كان يوفره من إمكانات مائية دائمة مهمة، ومع بداية ثلاثينيات القرن الماضي سيعرف مجموعة من التحولات من أبرزها:

2 ـ 1: مدينة اليوسفية ووادي كشكاط.

تشير مجموعة من الوثائق إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت في السابق تحمل اسم (كشكاط) نسبة إلى (وادي كشكاط) الذي يخترقها حاليا من الجنوب، وقد كان اسم "كشكاط" متداولا بشكل قوي في المراسلات الفرنسية والعربية بين المسؤولين المحليين بالمدينة وباديتها و المراقب المدني بمركز الشماعية آنذاك قبل سنة 1931 .

فكل الرسائل الموجهة من المسؤول المحلي عن الأمن بمنطقة الگنتور إلى المراقب المدني بمدينة الشماعية قبل سنة 1931، كانت تشير إلى "كشكاط" كمجال عمراني وتجمع سكاني، وقد ظل هذا الاسم مستعملا حتى بعدما حملت المدينة اسم الجيولوجي الفرنسي، ( لوي جانتي)، للتأكيد على أسبقية الاسم "كشكاط" كما تؤكد ذلك إحدى المراسلات الموجهة من المراقب المدني بالشماعية ( Delorme )، إلى القائد العربي بلكوش أحد أبرز قياد قبيلة أحمر خلال فترة الحماية:

« وبعد فليكن في علمك أن مدير إدارة الفوسفاط، سيكون بموضع مدينة "لوي جانتي" (كشكاط) يوم الاثنين تاريخ 21 من الجاري على الساعة الثامنة صباحا بقصد أن يخلص البلاد (المبيعة) لإدارة الفوسفاط، وعليه نحب منك أن تحضر أنت بنفسك وتخبر جميع الأناس البائعين أن يحضروا في اليوم المذكور والمحل المذكور وعلى الساعة المذكورة صباحا، والسلام في 18 دجنبر 1931 ».

وإذا كنا لا نعرف بالضبط أصل كلمة " كشكاط " Kachkat " " فمن الراجح بالنظر إلى موقع المدينة المتواجد في أدنى نقطة من السفح الشمالي لنجد الگنتور، وبالنظر للتواجد الأمازيغي بالمنطقة فإن اسم "كشكاط" له أصول أمازيغية، خاصة أن مؤلف التشوف... ابن الزيات عند حديثه عن أحد الأولياء بالمنطقة قال: «... ومنهم أبو مهدي وين ( السلامة )... من أهل " أكسطاي " و " أكسطاي " معناه التل العاري من النبات، وتلك هي حقيقة تلال نجد الگنتور فهي خالية من النباتات ومن المياه الجارية، ومن هنا فالراجح أن " كشكاط " تعني أسفل أو قعر التل حيث مجرى المياه، وهو ما جعلنا نرفض الرواية التي تشير إلى أن اسم "كشكاط" مشتق من مصطلح "الطبقات الأربع للفوسفاط" التي تم اكتشافها بمنطقة الگنتور.

وإذا كنا لا نعرف بالضبط تاريخ تأسيس مدينة اليوسفية الحالية، فإن ما عرفته من تحول على مستوى الاسم الذي كان في البداية ( كشكاط، Kachkat ) ، ثم تحول إلى ( لوي جانتي، Louis Gentil ) وأخيرا ( اليوسفية، Youssoufia)، يوحي بتواجدها قبل اكتشاف الفوسفاط بنجد الگنتور، إذ كانت تشكل إحدى "النزالات" بنجد الگنتور على طول الطريق ما بين الجديدة ومراكش.

كنا لا نتوفر على أية معلومات حول (كشكاط) المدينة الأصل، فإن ما أسعفتنا به مجموعة من المونوغرافيات الفرنسية من معلومات، تفيد بأن تطور هذه المدينة ارتبط باكتشاف معدن الفوسفاط في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي، على يد الجيولوجي الفرنسي (لوي جانتي) الذي ستحمل المدينة اسمه من سنة 1931 إلى نهاية الفترة الاستعمارية.

لكن هذا التطور كان صعبا وبطيئا كما هو عليه الحال اليوم، مع فارق هو أن تطور مدينة ( لوي جانتي) في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حالت دونه عوامل موضوعية، تجد تفسيرها في عاملين أساسيين هما:

1 ـ الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية في جميع الميادين، مست دول العالم الرأسمالي والدول المرتبطة بها، بما فيها المغرب الذي عرف الإنتاج فيه في جميع الميادين تراجعا كبيرا.

2 ـ الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ): تميزت بانهزام فرنسا واحتلالها من طرف ألمانيا.

هذان العاملان، إذا ما أضفنا لهما عامل ضعف التقنيات، والوسائل التي كانت مستعملة آنذاك في استخراج معدن الفوسفاط وتنشيفه، نفهم مدى محدودية استخراج معدن الفوسفاط، كما نفهم مدى محدودية تطور المجال العمراني للمدينة، وضعف ساكنتها.
m
20 décembre 2019 16:24
assalam oualiqom
اعتمادا على الوثيقة المنشورة بهذا الموقع على الصفحة 109 و بتاريخ 17/10/2019 يتبين ان تزويد مركز اليوسفية في بداية نشاتها بمياه
صحية وفيرة و خضراء من منطقة مستجمعات المياه على بعد 7 كلم من مركز لويس جنتي بوادي
كاشكاط

 
Extrait Doc 9 0
Citation
belmahjoub a écrit:
وادي كشكاط باليوسفية : معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات
(2/6]
أحمد فردوس

السبت 14 ديسمبر 2019

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

جريدة " أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقينة والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.

ـ وادي كشكاط والدخول الفرنسي لمنطقة أحمر (حمير).

إذا كان وادي كشكاط قد لعب دورا أساسيا في فترة ما قبل الاستعمار، فإنه مع الدخول الفرنسي للمنطقة حظي باهتمام كبير من طرف الفرنسيين، وقد يكون من بين الأسباب الأساسية في بناء الحاضرة الفوسفاطية وباقي المرافق الفوسفاطية التابعة لها بالمكان الذي تتواجد به اليوم، وذلك بما كان يوفره من إمكانات مائية دائمة مهمة، ومع بداية ثلاثينيات القرن الماضي سيعرف مجموعة من التحولات من أبرزها:

2 ـ 1: مدينة اليوسفية ووادي كشكاط.

تشير مجموعة من الوثائق إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت في السابق تحمل اسم (كشكاط) نسبة إلى (وادي كشكاط) الذي يخترقها حاليا من الجنوب، وقد كان اسم "كشكاط" متداولا بشكل قوي في المراسلات الفرنسية والعربية بين المسؤولين المحليين بالمدينة وباديتها و المراقب المدني بمركز الشماعية آنذاك قبل سنة 1931 .

فكل الرسائل الموجهة من المسؤول المحلي عن الأمن بمنطقة الگنتور إلى المراقب المدني بمدينة الشماعية قبل سنة 1931، كانت تشير إلى "كشكاط" كمجال عمراني وتجمع سكاني، وقد ظل هذا الاسم مستعملا حتى بعدما حملت المدينة اسم الجيولوجي الفرنسي، ( لوي جانتي)، للتأكيد على أسبقية الاسم "كشكاط" كما تؤكد ذلك إحدى المراسلات الموجهة من المراقب المدني بالشماعية ( Delorme )، إلى القائد العربي بلكوش أحد أبرز قياد قبيلة أحمر خلال فترة الحماية:

« وبعد فليكن في علمك أن مدير إدارة الفوسفاط، سيكون بموضع مدينة "لوي جانتي" (كشكاط) يوم الاثنين تاريخ 21 من الجاري على الساعة الثامنة صباحا بقصد أن يخلص البلاد (المبيعة) لإدارة الفوسفاط، وعليه نحب منك أن تحضر أنت بنفسك وتخبر جميع الأناس البائعين أن يحضروا في اليوم المذكور والمحل المذكور وعلى الساعة المذكورة صباحا، والسلام في 18 دجنبر 1931 ».

وإذا كنا لا نعرف بالضبط أصل كلمة " كشكاط " Kachkat " " فمن الراجح بالنظر إلى موقع المدينة المتواجد في أدنى نقطة من السفح الشمالي لنجد الگنتور، وبالنظر للتواجد الأمازيغي بالمنطقة فإن اسم "كشكاط" له أصول أمازيغية، خاصة أن مؤلف التشوف... ابن الزيات عند حديثه عن أحد الأولياء بالمنطقة قال: «... ومنهم أبو مهدي وين ( السلامة )... من أهل " أكسطاي " و " أكسطاي " معناه التل العاري من النبات، وتلك هي حقيقة تلال نجد الگنتور فهي خالية من النباتات ومن المياه الجارية، ومن هنا فالراجح أن " كشكاط " تعني أسفل أو قعر التل حيث مجرى المياه، وهو ما جعلنا نرفض الرواية التي تشير إلى أن اسم "كشكاط" مشتق من مصطلح "الطبقات الأربع للفوسفاط" التي تم اكتشافها بمنطقة الگنتور.

وإذا كنا لا نعرف بالضبط تاريخ تأسيس مدينة اليوسفية الحالية، فإن ما عرفته من تحول على مستوى الاسم الذي كان في البداية ( كشكاط، Kachkat ) ، ثم تحول إلى ( لوي جانتي، Louis Gentil ) وأخيرا ( اليوسفية، Youssoufia)، يوحي بتواجدها قبل اكتشاف الفوسفاط بنجد الگنتور، إذ كانت تشكل إحدى "النزالات" بنجد الگنتور على طول الطريق ما بين الجديدة ومراكش.

كنا لا نتوفر على أية معلومات حول (كشكاط) المدينة الأصل، فإن ما أسعفتنا به مجموعة من المونوغرافيات الفرنسية من معلومات، تفيد بأن تطور هذه المدينة ارتبط باكتشاف معدن الفوسفاط في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي، على يد الجيولوجي الفرنسي (لوي جانتي) الذي ستحمل المدينة اسمه من سنة 1931 إلى نهاية الفترة الاستعمارية.

لكن هذا التطور كان صعبا وبطيئا كما هو عليه الحال اليوم، مع فارق هو أن تطور مدينة ( لوي جانتي) في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حالت دونه عوامل موضوعية، تجد تفسيرها في عاملين أساسيين هما:

1 ـ الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية في جميع الميادين، مست دول العالم الرأسمالي والدول المرتبطة بها، بما فيها المغرب الذي عرف الإنتاج فيه في جميع الميادين تراجعا كبيرا.

2 ـ الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ): تميزت بانهزام فرنسا واحتلالها من طرف ألمانيا.

هذان العاملان، إذا ما أضفنا لهما عامل ضعف التقنيات، والوسائل التي كانت مستعملة آنذاك في استخراج معدن الفوسفاط وتنشيفه، نفهم مدى محدودية استخراج معدن الفوسفاط، كما نفهم مدى محدودية تطور المجال العمراني للمدينة، وضعف ساكنتها.
Citation
belmahjoub a écrit:
وادي كشكاط باليوسفية : معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات
(2/6]
أحمد فردوس

السبت 14 ديسمبر 2019

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

جريدة " أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقينة والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.

ـ وادي كشكاط والدخول الفرنسي لمنطقة أحمر (حمير).

إذا كان وادي كشكاط قد لعب دورا أساسيا في فترة ما قبل الاستعمار، فإنه مع الدخول الفرنسي للمنطقة حظي باهتمام كبير من طرف الفرنسيين، وقد يكون من بين الأسباب الأساسية في بناء الحاضرة الفوسفاطية وباقي المرافق الفوسفاطية التابعة لها بالمكان الذي تتواجد به اليوم، وذلك بما كان يوفره من إمكانات مائية دائمة مهمة، ومع بداية ثلاثينيات القرن الماضي سيعرف مجموعة من التحولات من أبرزها:

2 ـ 1: مدينة اليوسفية ووادي كشكاط.

تشير مجموعة من الوثائق إلى أن مدينة اليوسفية الحالية، كانت في السابق تحمل اسم (كشكاط) نسبة إلى (وادي كشكاط) الذي يخترقها حاليا من الجنوب، وقد كان اسم "كشكاط" متداولا بشكل قوي في المراسلات الفرنسية والعربية بين المسؤولين المحليين بالمدينة وباديتها و المراقب المدني بمركز الشماعية آنذاك قبل سنة 1931 .

فكل الرسائل الموجهة من المسؤول المحلي عن الأمن بمنطقة الگنتور إلى المراقب المدني بمدينة الشماعية قبل سنة 1931، كانت تشير إلى "كشكاط" كمجال عمراني وتجمع سكاني، وقد ظل هذا الاسم مستعملا حتى بعدما حملت المدينة اسم الجيولوجي الفرنسي، ( لوي جانتي)، للتأكيد على أسبقية الاسم "كشكاط" كما تؤكد ذلك إحدى المراسلات الموجهة من المراقب المدني بالشماعية ( Delorme )، إلى القائد العربي بلكوش أحد أبرز قياد قبيلة أحمر خلال فترة الحماية:

« وبعد فليكن في علمك أن مدير إدارة الفوسفاط، سيكون بموضع مدينة "لوي جانتي" (كشكاط) يوم الاثنين تاريخ 21 من الجاري على الساعة الثامنة صباحا بقصد أن يخلص البلاد (المبيعة) لإدارة الفوسفاط، وعليه نحب منك أن تحضر أنت بنفسك وتخبر جميع الأناس البائعين أن يحضروا في اليوم المذكور والمحل المذكور وعلى الساعة المذكورة صباحا، والسلام في 18 دجنبر 1931 ».

وإذا كنا لا نعرف بالضبط أصل كلمة " كشكاط " Kachkat " " فمن الراجح بالنظر إلى موقع المدينة المتواجد في أدنى نقطة من السفح الشمالي لنجد الگنتور، وبالنظر للتواجد الأمازيغي بالمنطقة فإن اسم "كشكاط" له أصول أمازيغية، خاصة أن مؤلف التشوف... ابن الزيات عند حديثه عن أحد الأولياء بالمنطقة قال: «... ومنهم أبو مهدي وين ( السلامة )... من أهل " أكسطاي " و " أكسطاي " معناه التل العاري من النبات، وتلك هي حقيقة تلال نجد الگنتور فهي خالية من النباتات ومن المياه الجارية، ومن هنا فالراجح أن " كشكاط " تعني أسفل أو قعر التل حيث مجرى المياه، وهو ما جعلنا نرفض الرواية التي تشير إلى أن اسم "كشكاط" مشتق من مصطلح "الطبقات الأربع للفوسفاط" التي تم اكتشافها بمنطقة الگنتور.

وإذا كنا لا نعرف بالضبط تاريخ تأسيس مدينة اليوسفية الحالية، فإن ما عرفته من تحول على مستوى الاسم الذي كان في البداية ( كشكاط، Kachkat ) ، ثم تحول إلى ( لوي جانتي، Louis Gentil ) وأخيرا ( اليوسفية، Youssoufia)، يوحي بتواجدها قبل اكتشاف الفوسفاط بنجد الگنتور، إذ كانت تشكل إحدى "النزالات" بنجد الگنتور على طول الطريق ما بين الجديدة ومراكش.

كنا لا نتوفر على أية معلومات حول (كشكاط) المدينة الأصل، فإن ما أسعفتنا به مجموعة من المونوغرافيات الفرنسية من معلومات، تفيد بأن تطور هذه المدينة ارتبط باكتشاف معدن الفوسفاط في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي، على يد الجيولوجي الفرنسي (لوي جانتي) الذي ستحمل المدينة اسمه من سنة 1931 إلى نهاية الفترة الاستعمارية.

لكن هذا التطور كان صعبا وبطيئا كما هو عليه الحال اليوم، مع فارق هو أن تطور مدينة ( لوي جانتي) في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حالت دونه عوامل موضوعية، تجد تفسيرها في عاملين أساسيين هما:

1 ـ الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية في جميع الميادين، مست دول العالم الرأسمالي والدول المرتبطة بها، بما فيها المغرب الذي عرف الإنتاج فيه في جميع الميادين تراجعا كبيرا.

2 ـ الحرب العالمية الثانية ( 1939 ـ 1945 ): تميزت بانهزام فرنسا واحتلالها من طرف ألمانيا.

هذان العاملان، إذا ما أضفنا لهما عامل ضعف التقنيات، والوسائل التي كانت مستعملة آنذاك في استخراج معدن الفوسفاط وتنشيفه، نفهم مدى محدودية استخراج معدن الفوسفاط، كما نفهم مدى محدودية تطور المجال العمراني للمدينة، وضعف ساكنتها.
25 décembre 2019 00:14
وادي كشكاط باليوسفية: معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات (5/6)
أحمد فردوس

انتبه الباحث المتخصص في التاريخ الجهوي الأستاذ مصطفى حمزة، لخطورة ومشاكل وادي كشكاط الذي يهدد ساكنة منطقة الكنتور خاصة ومدينة اليوسفية عامة خلال التساقطات المطرية، والفيضانات التي يتسبب فيها، وما تخلفه من أضرار مادية وبشرية وبيئة. حيث أعد الأستاذ حمزة بحثا متكاملا حول منبع ومجرى الوادي، وكيف تعامل معه الفرنسيون خلال فترة الحماية، مستنطقا المجال الجغرافي لتمدد الوادي منذ القدم ونقط مصبه المتعددة واختراقه للمدينة بعد استنبات مساكن وسط مجراه الرئيسي بشكل عشوائي.

جريدة "أنفاس بريس" تستفرد بنشر سلسلة هذا البحث المتميز على حلقات، وتتقاسمه مع القراء والطلبة الباحثين والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا للعمل على تدارك مجموعة من الأخطاء التقنية والمعمارية وسبل الحد من فيضانات وادي كاشكاط الثائر.

4ـ 1: الأسباب الحقيقية لفيضانات وادي كشكاط: تتمثل هذه الأسباب في:

أ ـ قوة ارتفاع التلال المغذية لمنبع وادي كشكاط:

يتبين من خلال خريطة منطقة الگنتور أن منبع وادي كشكاط يوجد بأخفض نقطة ارتفاع بمنطقة سيدي أحمد (408م)، وتنطقه مجموعة من التلال يتراوح ارتفاعها ما بين (445م عند دراع بلخيات في الشمال الغربي، و480 م عند سيدي محمد بن لحسن في الجنوب الشرقي)، وهو ما يجعل الانحدار يتراوح ما بين 37م و72م، وهي مسافة كافية لتجعل المياه المتساقطة على التلال تتجه بسرعة قوية نحو المنبع حيت تتجمع هناك كميات كبيرة من المياه لتتجه نحو المصب.

ب ـ قوة انحدار المجرى ودورها في سرعة المياه:

من المؤكد أن مجرى وادي كشكاط يتميز بشدة الانحدار، مما يساهم في سرعة جريان المياه وتدفقها بشكل قوي ابتداء من المنبع إلى المصب، وهو ما يستنتج من الخريطة الطبوغرافية لجماعة الگنتور (المنبع) 408 م، مركز سيدي أحمد 400م، الصهريج 319م، المدخل الشرقي لمدينة اليوسفية 308م، حي الغدير 298م، شارع بئر إنزران 293م، حي الريطب (المصب) 284م، وبذلك يكون فارق الانحدار ما بين المنبع والمصب هو (124م)، وهو انحدار قوي ومن شأنه أن يؤدي إلى جريان قوي لمياه الوادي مع ما يرافق ذلك من خسائر.

ج ـ غمر مجزى الوادي بالنفايات ومواد البناء:

عند الشروع في تهيئة الحاضرة الفوسفاطية، عمد الفرنسيون إلى تحويل مجرى الوادي في اتجاه الجزء الجنوبي للمدينة، وقد حفر هذا بمواصفات علمية عالية تراعي الوضعية الطبوغرافية وحدة الانحدار وبذلك أصبحت مياه الوادي في الفترات القوية التساقطات تتجه صوب المصب الجديد (حي الراية، حي الريطب، ودوار الفواشخ)، لكن ما عرفه هذا المجرى منذ ثمانينيات القرن الماضي، من تغيرات تتمثل في عدم تنقيته من الرواسب من طرف الجهات المسؤولة، وغمره بالنفايات وبقايا مواد البناء من طرف الساكنة، كل هذا جعل النهر يخرج عن مجراه ويتسبب في العديد من الكوارث الطبيعية التي كان لها تأثير على الإنسان والمجال الحضري.

د ـ انتشار البنايات على ضفتي المجرى الجديد للوادي:

فتشييد البنايات بشكل عشوائي ودون استحضار مخاطر فيضانات وادي كشكاط، جعل الأحياء المشكلة لهذه البنايات (حي الستينات، حي الغدير، حي المحيط، الجزء الجنوبي من حي الراية، والجزء الشمالي من حي كاريان بومهدي، وحي الريطب) عرضة للفياضات وما يترتب عنها من خسائر بشرية ومادية.

يتبع
.../...
25 décembre 2019 00:16
وادي كشكاط باليوسفية: معلمة جغرافية تجر وراءها تاريخا مثقلا بالذكريات (5/6)
أحمد فردوس

تابع

4ـ 2: المخلفات البشرية والمادية لفيضانات وادي كشكاط:

أ ـ فيضانات 2016:

شكل يوم الأحد 6 نونبر سنة 2016، حدثا بارزا في التاريخ المحلي لإقليم اليوسفية، فخلال هذا اليوم وابتداء من الساعة الرابعة مساء تعرض الإقليم لعاصفة رعدية وتساقطات مطرية قوية، لم يشهد لها مثيل منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن ـحسب شهادات العديد من سكان المناطق المتضررةـ ترتب عنها سيول جارفة اختلف وقعها حسب الجماعات المكونة للإقليم.

وإذا كانت نتائج هذه السيول الجارفة اقتصرت على خسائر مادية بمختلف الجماعات، فإنها بجماعة سيدي أحمد كانت أكثر خطورة بفعل التساقطات القوية والجارفة التي عرفتها تلال الجزء الشمالي من نجد الگنتور المغذية لمصب وادي كشكاط، مما تسبب في ارتفاع حمولة الوادي، وزاد من خطورتها سرعة المياه بفعل قوة الانحدار، فتحولت مياه الوادي إلى سيول جارفة كان من نتائجها موت أحد المواطنين رفقة ابنته ذات العشر سنوات، وخسائر مادية، إذ جرفت المياه شاحنة من الوزن الثقيل وعدة عربات ودراجات نارية.

وفي مدينة اليوسفية (عاصمة الإقليم) تسببت السيول الجارفة لوادي كشكاط في عزل عدد كبير من أحياء المدينة، (حي الرمل، حي العرصة، حي الراية، حي الريطب، حي الغدير، حي مسعودة، حي الستينات...) بالإضافة إلى قطع العديد من الطرق، حيث مرت مياهه من حي السعادة والمركب التجاري وحي لغدير والمحطة الطرقية وشارع المحيط والمدخل الجنوبي لشارع بئر إنزران، كما تسببت في خسائر مادية حيث جرفت عددا من السيارات و العربات والدراجات النارية...

وإذا كانت الأسباب الحقيقية للخسائر البشرية والمادية التي عرفها مركز سيدي أحمد، والدواوير المنتشرة على امتداد مجرى الوادي، تعود إلى عاصفة رعدية وتساقطات مطرية عرفتها منطقة سيدي أحمد، ونتج عنها سيول مائية جارفة بواد سيدي احمد (وادي كشكاط) بجماعة الگنتور، فإن ما عرفته مدينة اليوسفية، من خسائر مادية وعزلة للعديد من الأحياء، وهلع وتدمر لدى الساكنة، راجع بالأساس إلى مشكل اختراق مجرى وادي كشكاط للجزء الجنوبي من المدينة الأكثر كثافة من حيث الأحياء السكنية والسكان، وعدم تفكير المسؤولين في إيجاد حل لتجاوز هذه المعضلة.

هول الخسائر البشرية والمادية التي عرفتها سنة 2016 بإقليم اليوسفية، وما رافقها من تدخل للسلطات الإقليمية والمحلية، دفع برئيس جهة مراكش/ أسفي -عند زيارته للمنطقة- إلى التدخل والالتزام أمام المسؤولين الإقليميين والمحليين، بحل مشكل وادي كشكاط، وذلك بتحمل الجهة لتكاليف الدراسة والإعلان عن الصفقة لإنجاز المشروع.

ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على تدخل رئيس الجهة، فما زال مواطنو مدينة اليوسفية ينتظرون بشغف كبير وعد اخشيشن رئيس جهة مراكش/ أسفي.

ملاحظة: يمكن الاستئناس بمقال جريدة "أنفاس بريس" بتاريخ 18 نونبر 2018 تحت عنوان :"أحياء منكوبة بفعل السيول الجارفة لوادي كشكاط الذي لم تستطع الوعود الكاذبة ترويضه"...
26 décembre 2019 11:36
تـاريــخ قــبــيــلــة أولاد أحــمــــر..

منقول عم

[www.facebook.com]

قبيلة عربية كبيرة تقع مجالاتها في غرب مدينة مراكش، وهي تابعة جهويا لجهة دكالة عبدة، وتحدها شرقا قبائل الكيش، وشمالا قبيلة الرحامنة واتحادية قبائل دكالة، وغربا اتحادية قبائل عبدة، وقبيلة الشياظمة، وجنوبا قبيلة أولاد بوالسباع وجزء من قبيلة مزوضة، وقاعدنها مدينة الشماعية التي تقع في وسط أراضيها، وقبيلة احمر من القبائل المغربية العربية، المعقلية الأصل واليمنية الجذر، وتنتمي تاريخيا الى اتحادية قبائل الرحامنة الكبرى، التي نزحت معها من جنوب صحراء المغرب الى حوز مراكش، في عهد الدولة السعدية، وتقع مواطنها الحالية بحوز مراكش الشمالي الغربي
وتشتهر قبيلة أولاد احمر بضريح الصوفي الشهير في العالم العربي، وهو سيدي شيكر الذي يقع مشهده بالقرب من الطريق الرابطة بين الشماعية ومدينة شيشاوة
كما تشتهر أيضا بالمدرسة المولوية التي كان يدرس فيها أمراء الدولة العلوية الفنون العسكرية من الفروسية والرماية وغير ذلك
ومن بلدات قبيلة احمر
- الشماعية : قاعدة قبيلة احمر وعاصمتها الادارية
- اليوسفية : تقع على الحدود الشمالية للقبيلة
- سيدي شيكر : المركز الديني الشهير دوليا وفيه مزار ضريح شيكر أحد أصحاب الفاتح عقبة بن نافع الفهري
تــاريـــخ قــبــيــلــة احـمــــر
قبيلة مغربية معقلية الأصل، يخترق أراضيها وادي تانسيفت، ومن مراكزها مدينتي الشماعية واليوسفية، والمنتسب لقبيلة احمر يدعى حمري أو حميري
وتعتبر أراضي قبيلة احمر ملتقى السهول الأطلسية مع المرتفعات الداخلية، أي أنها سهول مرتفعة يقطعها وادي تانسيفت وينتسب سكان احمر الى معقل الحميريين، أما ما يروى عن كونهم أحفاد جد أعلى يحمل اسم احمر فهو قول ضعيف لا أساس له، وكذلك ما يروى عن اسم احمر بأنه يرجع الى لون التربة الحمراء لا يعتد بذلك لأن حمرة التربة ليست غالبة في المنطقة أما موطنهم الحالي موضوع بحثنا فإن بعض الباحثين يعتقدون أنه مستقراتهم الحالية بحوز مراكش كانت محتلة منذ عهد الموحدين من طرف قبيلة عربية معقلية اخرى تسمى (عمرو)، حيث مكثوا بها الى أن ثاروا على السعديين فنقلوهم الى جهة سلا، واستقدموا لتعمير مكانهم أولاد احمر من مستقراتهم السابقة في سوس، وأوطنوهم قرب (بحيرة زيما) حيث كوّنوا هناك قبيلة الزرارات، كما نقلوا أولاد عيسى من احمر هوارة بسوس الى جوار احمر فكونوا الزرارات وأولاد يوسف، كما دخل فيهم غيرهم ولاسيما من دكالة والسراغنة وزمران وسكتانة وهوارة وأيت إمور
وتنقسم قبيلة احمر الى الفرق التالية
- الكرارمة
- العوامر
- الفرجان


يتبع

.../...

 
خريطة قبيلة احمر 0
26 décembre 2019 11:36
تـاريــخ قــبــيــلــة أولاد أحــمــــر..

تابع

ومن رؤسائهم التاريخيين
الـقـائـد الــعـربـي بـن كـــروم : تولى قيادة احمر في عهد السلطان مولاي سليمان العلوي
الـقـائـد عــمـر الــشــلــح : ينتمي الى أولاد عيسى من احمر، وتوفي حوالي سنة 1848م

الـقـائـد محمد بن عبدالسلام الصــوبــيــــة : ينتمي الى الزرارات، وتوفي سنة 1859م سجينا بمكناس
الـقـائـد هـــــدي بن الــضــو : تولي قيادة احمر مدة 22 عاما، وهو الذي بعث برسالة بيعة قبيلته الى السلطان مولاي الحسن الأول العلوي في عام 1290هـ، وهو صاحب قصبة ابن الضو الواقعة على الطريق قرب الشماعية، وقد توفي سنة 1880م
الـقـائـد الـجـيـلالــي بن هـــــدي: ابن السابق، وهو الذي رافق السلطان مولاي الحسن الأول في حركته الى تادلا عام 1883م، كما شارك بفرسان قبيلة احمر في حركات سوس وتافيلالت، وفي عهده كتب أمير تازروالت الحسين بن هاشم السملالي الى السلطان مولاي الحسن رسالة بتاريخ 1302هـ / 1885م يذكر فيها أنه أرسل من قبله من يجمع له على العادة في كل عام (الزيارات) التي يعطيها أهل قبيلة احمر الى بيت آل سيدي احمد اوموسى، فمنعهم القائد الجيلالي ولد هدي هذا، مع العلم بأن تلك الزيارات كانت قائمة من قديم، وهذا الارتباط بين قبيلتي احمر الحوزية وبين آل تازروالت يرجع الى تاريخ استيطانهم بهوارة في سوس حيث كان لهؤلاء عادات مشابهة في تعظيم مرابطي تازروالت
الـقـائـد احـمـد بن الـجـيـلالــي : خلف والده عام 1890م، وكان من مرافقي السلطان في حركاته ويخلفه على قبيلته عمه القائد الضوء بن هدي، كما كان حاضرا في موكب السلطان عندما توفي بتادلا، فانتفض أولاد احمر على عادة القبائل عند وفاة السلطان، فحاصروا قصبة القائد ابن الضو، وكان أعتاهم الفطانسة والخوالقة ورياحة والكرارمة، بينما اتخذ أولاد معاشو والمصابيح موقفا محايدا، فهدموا القصبة وسلبوا متاع القائد، فرجع القائد الى أسفي، وكان القائد الحمري بن العربي بن كروم ممن حاولوا الثأر من آل ابن الضو وذلك بأن جمع تحت قيادته نصف الزرارات ولكن لم يتم له ذلك بسبب قيام الوزير با احماد بالقبض عليه وسجنه عام 1897م
كما لم تنجح محاولتان أخريان لكل من القائد المحجوب الشرادي والقائد العربي بن القاضي، إذ دبّر قتلهما القائد مسعود بن العربي بن حماد بايعاز من القائد عيسى بن عمر العبدي
أما النصف الثاني من الزرارات بمن فيهم أولاد معاشو فحكمهم القائد علال بن ابّا الى وفاته عام 1900م وخلفه ابنه
الـقـائـد الحاج عـلـي بـن الـتـهامــي : قائد الفرجان فقد حكم فرقته الى عام 1896م، وتعاقب من بعده في الفترة ما بين وفاة الوزير با احماد وتولية السلطان مولاي عبدالعزيز الى السلطان مولاي عبدالحفيظ – كل من : الـقـائـد قـاسـم بن مـحـمـد بـلـقـاضـــي والـقـائـد مـسـعـود بـن الـعـربـــي والـقـائـد احـمـد بـن عـــلال بــن ابـــــّا والـقـائـد قـــدور الخــولاقـــــــــي
كما شاركت قبيلة أولاد احمر في حرب الثائر الشهير بوحمارة تحت قيادة القائد بلقاضي
أما قائد عبدة الـقـائـــد عـيـسـى بـن عـمــر الـعـبـدي فقد استطاع توسيع نفوذه الى أراضي أولاد احمر حيث ساعد بعض الموالين له ثم أبعدهم وولى على قبيلة احمر ثلاثة من أبنائه الـقـائد بـوبـكـر بـن عـيـسـى الـعـبـدي: على الزرات الجنوبيين - الـقـائد المـخـتــار بـن عـيـسـى الـعـبـدي: على الزرات الشماليين الـقـائد عـبـدالـوهــــاب بـن عـيـسـى الـعـبـدي: على أولاد عيسى
كما شارك أهل قبيلة احمر في حركة الهيبة بحوز مراكش بـ 400 فارس
وأثناء مرور عساكر الكولونيل الفرنسي بيليتيي بأراضي قبيلة احمر لم يقع أي حادث ضد المستعمر
كما شارك أهل احمر في حملة القائد الكيلولي والقائد أنفلوس على مدينة أكادير بسوس
وبعد تنحية القائد عيسى بن عمر العبدي عام 1913م، تولى القيادة على قبائل الرحامنة ثلاثة قواد هم
الـقـائد عبدالرحمن بـن محمد بن الـسـلـيـمـانــي : على الزرارات
الـقـائد خـلـيــفـة بـن عــتـــــي : على الزرارات، وعزل سنة 1915م وخلفه القائد احمد بن علال بن ابّا، ثم خلفه شيخ أولاد بوعزيز وهو احمد بن التهامي الىسنة 1938م
الـقائـد ابـراهـيـم ولــد الـحــمـــري : على أولاد يوسف
وابتداء من سنة 1914م أصبحت قبيلة احمر تابعة لناحية مراكش بعد أن كانت تابعة لأسفي
وفي أواخر سنة 1919م أنشئ مكتب الاستعلامات الذي أصبح نواه مدينة الشماعية، وفي نفس السنة تم اكتشاف الفوسفاط في اليوسفية

الـقـائــد الـعـربـــي بـلـكـوش: تولى في سنة 1919م التي توفي فيها القائد قاسم بلقاضي وصارت قيادته الزرارات تحت حكم هذا القائد بظهير سلطاني سنة 1920م

عـن كــتـــاب "مـعـلـمــة الـمـغـرب"
مــؤلــــَـف جـمـاعـي تـحـت إشـراف ذ. مـحـمـد حـجــي وأحـمـد الـتـوفـيــق

 
خريطة قبيلة احمر 0
s
2 janvier 2020 00:04
salam tout le monde
m
13 janvier 2020 18:16
assalam oualiqom
PM du 09/12/1937 Doc 29
اعتمادا على تصدير الفوسفاط المستخرج من اليوسفية
احتل ميناء اسفي المرتبة الثانية سنة 1937
َ تابع
 
Doc 29 0
Masbahi_mkachkati
m
13 janvier 2020 18:24
Assalam oualiqom
PM du 23/02/1938 Doc 30
تحديد السرعة على الطريق رقم 125 الرابطة بين الشماعية
و بنكرير من اجل تعبيد 16 كلم و ذلك سنة 1938
A suivre

 
Doc 30 0
m
13 janvier 2020 18:32
Assalam oualiqom
PM du 11/03/1938 Doc 31bis
الدعوة الى تحسين خدمات نقل المسافرين
بين اليوسفية و بنكرير سنة 1938
َ A suivre
 
Doc 31 bis 0
m
13 janvier 2020 18:40
Assalam oualiqom
PM du 31/03/1938 Doc 31
الدعوة من اجل تلقيح سكان اليوسفية في اقرب الاجال ضد مرض التفويد
CTM اتخاد التدابر الضرورية للحد من انتشار الوباء , و استعمال وسائل النقل مما فيها
التي تنتطلق من اليوسفية على الساعة 6 و الثانية زوالا,
,
 
Doc 31 0
m
13 janvier 2020 18:46
Assalam oualiqom
PM du 01/05/1938 Doc 59
نهاية إشغال بناء مسبح للأطفال باليوسفية سنة 1938
A suivre

 
Doc 59 0
m
13 janvier 2020 18:56
Assalam oualiqom
PM du 26/05/1938 Doc 32
مسابقة كبيرة في كرة الحديدية
بين المدن بمدينة اليوسفية سنة 1938
A suivre

 
Doc 32 0
Emission spécial MRE
2m Radio + Yabiladi.com
Facebook