صدرتْ للشّاعر المغربيّ مبارك وساط مجموعة شعريّة جديدة عن "منشورات بيت الشّعر في المغرب"، تحمل عنوان "عيون طالما سافرتْ" (يناير 2017)، وهي مجموعته السّادسة. آخر مجموعة كانتْ قد صدرتْ له قبلها هي: "رجلٌ يبتسم للعصافير" (منشورات الجمل، 2010).
هذه واحدة من قصائد المجموعة الجديدة، وتحمل عنوان "أسلاف": "في هذا البيت، في زمن قديم، تطايَرَ شَرَارٌ كثير / من جَسَد جدّ، بعد أن ارتطمَ رأسُه / بسقف قبّعته / سكّانُ هذا البيت، من أجدادٍ أكثر قِدَماً / كانُوا شديدِي التّديّن / واتّخذوا إِلَهاً البُركانَ المقدَّسَ / الذي أصبح في مكانه الآن فُرْنٌ كبير / أنا، خلال هذه الليلة، في هَذا البيْت نفسِه / أستمرُّ في كتابةِ تاريخ السُّلالة / فَيَدْلِفُ إلى غرفتي ناطقونَ باسْمِها من كلّ / العُصور / يتجمّعون في جانب من الغرفة، فتميلُ تحت ثِقَلهمْ / يركضون إلى الجانب الآخر، فيشعرون / أنّه يَمِيدُ بهم / وهكذا، أنا أُؤَرِّخ لهمْ / وَهُمْ يُمَرْجِحُونَنِي".
سأل وهو ينتشي بأن حشره في الزاوية الضيقة: أأنت مع القاعدة أم مع الاستثناء؟ طافت بذهنه أهوال التحقيق والاستنطاق والتعذيب والاختطاف وغوانتنامو وأبو غريب و.. وتداخلت في ذهنه صورة المحاضر بالمحقق بمن يمسك سوط القهر والتعذيب..، بلع ريقه في هلع وقد وجدها فرصة لدفع كل الشبهات التي حامت حوله منذ مدة، ثم رد بحدة قائلا: لست مع القاعدة ولا مع طالبان ولا مع أي كان..
صعدتُ إلى قمّة جبل ووجدتُني أمام كوخ صغير مُتداع ذاك كان مسكنَ البرد وهو يأوي إليه متى يشاء منذ ما لا عدّ له من القرون في مرّة قادمة سأرسمُ لوحة وأعلّقها على بابه البردُ على عِلّاته يستحقّ منّي هديّة صغيرة وها أنا الآن في هذا العلوّ غير متوجّس من شيء رغم أنّ أسرابَ عصافير بدأتْ تُبرق وجِلدَ هذه الساعة دبّ فيه التّنمل رغم أنّ الشّحوب طوّق الأشجار ونمالاً حمراء كثيرة امتقع لونُها وحين شعرتُ بوحشة حقيقيّة مرّ هيكل عظميّ وحيّاني أتذكّر صورَته جيداً أيّامَ كان مكسوّاً باللحم فقد لعبنا معاً في نفس فريق كُرة القدم قال لي لا تُضعْ وقتَك هنا ليس هنالك فُرجة من أيّ نوع على قمّة الجبل هاته قالها ورَكل الفراغ بقوّة وبالفعل فقد كان في الأيّام الخوالي هدّافاً شهيراً يركل بقوّة بالقدمين كما يُحسن ضرب الكرة برأسه الذي كان يختزن أيضاً عدداً من أغاني بوب مارلي